لأسـد والخنزيـر
لما
حاصر أبو جعفر المنصورُ ابنَ
هبيرة، قال: إن ابن هبيرة يُخَنْدِقُ على
نفسه مثل النساء! فبلغ
ذلك ابن هبيرة، فأرسل إلى المنصور: "أنت
القائلُ كذا وكذا؟ فاخرج
إليّ لتبارزني حتى ترى." فكتب إليه المنصور:
"ما أجد لي ولك
مثلاً في ذلك إلا كأسد لقى خنزيراً، فقال له الخنزير:
بارِزْني!
فقال الأسد: ما أنت لي بكفء، فإن نالني منك سوء كان ذلك عاراً
عليّ وإن
قتلتُك قَتَلْتُ خنزيراً فلم أحصل على حَمْد ولا في قتلي لك
فخر.
فقال له الخنزير: إن لم تبارزني لأعَرِّفَنَّ السباعَ أنك
جَبُنْتَ
عني. فقال الأسد: احتمالُ عارِ كَذِبِك أيسرُ من تلويث
راحتي
بدمك. من كتاب "حياة الحيوان الكبرى" للنميري