بعد 48 ساعة فقط من سقوط منتخب أوروجواي أمام نظيره المكسيكي في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) والتي اختتمت في ساعة مبكرة من صباح اليوم بالمكسيك ، تبدو الفرصة سانحة أمام منتخب أوروجواي الأول للرد عمليا عندما يلتقي نظيره المكسيكي غدا الثلاثاء في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا في الأرجنتين.
ولم يكن منتخب أوروجواي الفائز بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا يتوقع أن يواجه هذا المأزق الصعب الذي يعانيه حاليا في بطولة كوبا أمريكا حيث أصبح الفوز على نظيره المكسيكي هو الأمل الوحيد أمامه للتأهل إلى دور الثمانية بدلا من الدخول في حسبة "برما".
ولذلك ، تحظى مباراة الغد بنفس أهمية المباراة التي جمعت بين منتخبي البلدين في نهائي مونديال الناشئين لأنها تمثل مواجهة حاسمة أيضا على مسيرة الفريق في البطولة القارية الأقدم في عالم اللعبة.
وتوج المنتخب المكسيكي بلقب بطولة العالم للناشئين بالفوز على أوروجواي 2/صفر في المباراة التي اختتمت فعالياتها في ساعة مبكرة من صباح اليوم (بتوقيت جرينتش) بالمكسيك مما سيضاعف من الحماس في المباراة بين المنتخب الأول لكل من البلدين في كوبا أمريكا غدا.
ورغم الترشيحات الهائلة التي صاحبت منتخب أوروجواي في البطولة الحالية والتي وضعته خلف منتخبي الأرجنتين والبرازيل مباشرة في قائمة أبرز المرشحين للفوز باللقب ، لم يقدم الفريق في أول مباراتين له بالبطولة الحالية ما يبرهن به على ذلك.
واستهل منتخب أوروجواي مسيرته في البطولة بتعادل مخيب للآمال مع منتخب بيرو 1/1 قبل أن يحقق تعادلا آخر بنفس النتيجة مع منتخب تشيلي الذي كان الأقرب للخروج فائزا من هذه المباراة لولا سوء الحظ الذي لازم الفريق في الفرص التي سنحت له.
وتوقف رصيد منتخب أوروجواي عند نقطتين فقط من مباراتيه الماضيتين ليحتل المركز الثالث في المجموعة بفارق نقطتين خلف كل من منتخبي تشيلي وبيرو بينما يحتل منتخب المكسيك المركز الرابع الأخير في المجموعة بلا رصيد من النقاط بعد هزيمتيه أمام تشيلي 1/2 وبيرو صفر/1 .
ولذلك ، يرى منتخب أوروجواي أن مباراة الغد تمثل لقاء "حياة أو موت" لأن الفوز فيها سيمنح الفريق الفرصة لاستكمال المسيرة والعودة مجددا إلى دائرة المنافسة على اللقب في هذه البطولة التي يقتسم الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقبها مع المنتخب الأرجنتيني برصيد 14 لقبا لكل منهما.
وفي الوقت الذي تبدو فيه المباراة مواجهة ثأرية لمنتخب أوروجواي بعد هزيمة فريق الناشئين ، ستكون المباراة ثأرية أيضا للمنتخب المكسيكي الذي خسر أمام أوروجواي صفر/1 في الدور الأول (دور المجموعات) لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
والأكثر من ذلك أن آخر مواجهة بين الفريقين في بطولات كوبا أمريكا انتهت بفوز كبير للمكسيك 3/1 في مباراة تحديد المركز الثالث بالبطولة الماضية التي استضافتها فنزويلا عام 2007 .
ويمتلك المدرب أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي العديد من العناصر المتميزة في صفوف فريقه وفي مقدمتهم دييجو فورلان الفائز بلقب أفضل لاعب في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ولويس سواريز الذي كان أبرز لاعبي الفريق في مباراته أمام تشيلي.
لكن الفريق لم ينجح حتى الآن في الظهور بمستواه المعهود وبات بحاجة ماسة للتمسك بالفرصة الأخيرة في مباراة الغد من أجل الحفاظ على السمعة الطيبة التي حققها في المونديال منتصف العام الماضي.
واستبعد طبيب منتخب أوروجواي كلا من إدينسون كافاني ودييجو جودين من المواجهة الحاسمة غدا. وقال الطبيب إن كافاني يعاني من "تمزق خفيف في الرباط الخارجي للركبة اليمنى.. إنه يخضع للعلاج المعتاد بالثلج ومضادات الالتهابات ، إلى جانب تدريبات العلاج الطبيعي وبالتأكيد الراحة من المباريات" ، مبديا تفاؤله بشأن لحاق اللاعب بمباراة دور الثمانية في حالة تأهل أوروجواي إليها.
وأضاف "وقت التعافي غير محدد ، بالنظر إلى أنه تمزق خفيف يحتاج الأمر إلى أيام فقط ، لكن لا يمكنني تحديد عددها. سيكون من السابق لأوانه وضع موعد لعودته. أعتقد أنه قادر على العودة ، وأكثر الأسباب التي تدفعني لذلك هو أنه تمكن بالفعل من اللعب بهذه الإصابة بعض الوقت في الشوط الأول" من مباراة يوم الجمعة الماضي أمام تشيلي.
وفيما يتعلق بجودين ، فقد منحه الطبيب ثلاثة أيام راحة سلبية ، وأكد تماما عدم قدرته على المشاركة في مباراة المكسيك ، ويعتقد أيضا أنه قد يغيب عن لقاء دور الثمانية.
وفي المقابل ، أكد المدرب لويس فيرناندو تينا المدير الفني للمنتخب المكسيكي أن فريقه سيخوض مباراته أمام أوروجواي بنفس الجدية والحماس اللذين تميز بهما في مباراتيه أمام منتخبي تشيلي وبيرو.
وودع المنتخب المكسيكي البطولة منطقيا بعدما نال الهزيمة الثانية على التوالي قبل مباراته أمام أوروجواي حيث تتبقى فرصة ضعيفة للغاية أمام منتخب المكسيك من الناحية النظرية ويحتاج إلى معجزة لتحقيقها عمليا.
وقال تينا "منتخب أوروجواي بلغ المربع الذهبي في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ولديه مجموعة كبيرة من اللاعبين المتميزين. ولكننا سنلعب ونكافح حتى النهاية".
ويحتاج المنتخب المكسيكي إلى الفوز على أوروجواي ليحصد أول ثلاث نقاط له في البطولة متمسكا بالأمل الهزيل للتأهل إلى دور الثمانية والذي يتعلق بنتائج باقي الفرق في المجموعتين الأخريين بالدور الأول للبطولة.
وقال تينا "المنتخب المكسيكي قدم كل ما لديه على أرض الملعب وسيواصل اللعب بنفس الجدية والحماس".
وأشار المهاجم المكسيكي إلى أن فريقه سيحرص على تحقيق الفوز في مواجهة أوروجواي من أجل التمسك بالأمل الضعيف. وأضاف "الوضع معقد لأن حصد أول ثلاث نقاط لنا في المجموعة لن يكون كافيا لتأهلنا. ورغم ذلك ، سنتمسك بالأمل في مواصلة كفاحنا بالبطولة".
ووجه دوس سانتوس الشكر للاعبين الشبان بصفوف الفريق مشيرا إلى أن مستوى الفريق تطور في مواجهة بيرو عما كان أمام تشيلي مما يشير إلى أن الفريق سيكون له مستقبل مشرق.